وبلغ حصاد الأندية الإماراتية في مرحلة الذهاب 10 نقاط من جملة 36 نقطة، إذ حقق العين نصف الحصاد بحصوله على خمس نقاط، بينما جمع الأهلي أربع نقاط، أما الوحدة فحصل على نقطة واحدة، وأخيراً الجزيرة من دون رصيد من النقاط.
وأكّد رياضيون أن الحصاد الإماراتي كان هزيلاً، وغير مقبول، خصوصاً بعد السمعة الطيبة التي وصلت إليها الأندية بالتأهل إلى النهائي في آخر نسختين، إضافة إلى تصدر التصنيف الآسيوي، الذي بات مهدداً بالتراجع بسبب هذه النتائج، لافتين إلى أن كل الظروف كانت مهيأة لتقديم الأندية الأربعة مستويات أفضل، والمنافسة بقوة على التأهل إلى دور الـ16.
وقالوا لصحيفة «الإمارات اليوم» المحلية، إن مرحلة الذهاب برهنت على أن العين هو الأكثر تركيزاً وجاهزية لمواصلة مشواره، بينما يحتاج الأهلي إلى التركيز والظهور بمستوى أفضل حتى يستمر في البطولة. في المقابل، يبدو أن الوحدة والجزيرة حظوظهما ضعيفة في التأهل إلى الدور الثاني، وأرجعوا الحصيلة السلبية التي تحققت إلى خمسة أخطاء ارتكبتها الأندية الأربعة، وتسببت في النتائج التي تحققت.
من جهته، قال المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي، أحمد خليفة حماد، إن أهداف الأندية الإماراتية من المشاركة القارية كانت مختلفة، موضحاً أن الجزيرة كان آخر اهتماماته بطولة دوري أبطال آسيا، وظهر كأنه يشعر بأنه تورط بالمشاركة في البطولة الآسيوية، خصوصاً مع تصدره لائحة ترتيب دوري الخليج العربي، وهو ما أضر بالكرة الإماراتية، إذ إن «فخر أبوظبي» كان يجب أن يراعي قيمة المشاركة في هذه البطولة، التي كان يسعى إلى التأهل إليها الموسم الماضي، من خلال تصريحات المنتسبين إليه بالرغبة في اللعب في البطولة القارية.
وأرجع حماد تذيّل الوحدة المجموعة الرابعة إلى سوء الحظ الذي واجه «العنابي»، موضحاً: «الوحدة قدم مباريات كبيرة، ولكن لم يحالفه التوفيق على مستوى النتائج»، أما بالنسبة إلى العين، فقال: «يعد أكثر الأندية التي تسير بخطوات ثابتة نحو التأهل إلى الدور الثاني، إذ وضح أن الخبرات المتراكمة لـ(الزعيم) في البطولة الآسيوية تلعب دوراً كبيراً في الظهور بمستوى جيد، وتعويض التعادل في الجولة الأولى على أرضه، بتحقيق فوز وتعادل خارج أرضه».
وختم حديثه بالتأكيد على أن الأهلي لم يستغل سهولة المجموعة التي يلعب فيها متأثراً بالظروف الصعبة التي يمر بها، وقال: «الأهلي كان بإمكانه تحقيق نتائج أفضل من التي حققها، خصوصاً أنه يلعب في مجموعة تعد أسهل نظرياً من المجموعات التي كان يلعب بها في مشاركاته السابقة، لكنه تأثر سلباً بالظروف التي يمر بها من إصابات لأبرز لاعبيه، إضافة إلى المشكلات التي واجهته على مستوى تعاقدات اللاعبين الأجانب، وغياب أكثر من عنصر أساسي».
من جانبه، أكد عضو لجنة المسابقات في اتحاد الكرة، خالد عبيد، أن الحصيلة النهائية لمرحلة الذهاب كانت مفاجأة، خصوصاً من جانب نادي الجزيرة الذي كان مرشحاً بقوة لتحقيق أفضل النتائج، وفقاً لمردوده في الدوري، وقال: «من الواضح أن الجزيرة ليس لديه هدف واضح من المشاركة الآسيوية، إذ إنه اكتشف مع مرور الوقت أنه المرشح الأقوى للفوز بالدوري بتصدره لائحة الترتيب، لذلك لم يكن هناك تركيز على البطولة القارية».
وتابع: «الجزيرة أهدر فرصة تصدره للدوري، وأن الجميع كان سيعمل له ألف حساب، لأنه كانت لديه أفضلية على المنافسين من خلال تفوقه المحلي، ولكن تأخر الإعلان عن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها أسهم في النتائج التي تحققت».
وأشار عبيد إلى أن العين حقق نتائج جيدة، مقارنة بما يقدمه في البطولات المحلية، موضحاً: «يتميز أداء العين بأنه يسير بنسق تصاعدي، وهو ما يساعده على تحقيق نتائج إيجابية»، أما بالنسبة إلى الأهلي والوحدة، فقال: «مردود الأهلي غامض، خصوصاً أنه بدأ بقوة بالفوز على الاستقلال الإيراني، ولكن خسر في المباراة التالية أمام لوكوموتيف، ثم خسر نقطتين على أرضه بالتعادل مع التعاون السعودي، وهي نتيجة ليس لها تفسير، خصوصاً أن المنافس ليس لديه الخبرة الكافية مقارنة بالأهلي الذي يشارك للمرة السادسة، ويخوض البطولة للمرة الأولى».
وزاد بقوله: «القرعة لم تخدم الوحدة باللعب في مجموعة قوية، كما أن النتائج لا تعبر عن المستوى الذي ظهر به الفريق، إذ لم يكن يستحق الخسارة من الريان القطري، بينما تفوقت خبرة بيروزي الإيراني والهلال السعودي على طموحات (العنابي) الذي أرى أن مشاركته جيدة، وقادر على التعويض في مرحلة الإياب»، وختم: «كل الظروف مهيأة لتحقيق نتائج جيدة، بعد تصدر الإمارات تصنيف القارة الآسيوية، ولكن هذا التصنيف قد تهدره المشاركة الحالية، ونخسر المكتسبات التي تحققت في آخر نسختين».
في المقابل، يرى نائب رئيس شركة الوحدة لكرة القدم، جمال الحوسني، أن تركيز الأندية على الدوري أثر سلباً في المشاركة الآسيوية، موضحاً: «وجود أندية الجزيرة والأهلي والعين في صلب المنافسة على الدوري جعلها لا تركز بشكل كبير على البطولة الآسيوية»، مضيفاً: «الجزيرة لم يساعد الكرة الإماراتية، بعدم تركيزه في المباريات الآسيوية، أما الأهلي فحاول التركيز في الدوري والبطولة القارية، وأرى أنه في الطريق الصحيح، ولكن بحاجة إلى التركيز في مرحلة الإياب».
وواصل حديثه قائلاً: «العين يُعد الأفضل من ناحية المستوى الذي انعكس على النتائج، أما بالنسبة إلى الوحدة أعتقد أن سوء الحظ رافق الفريق، خصوصاً أن (العنابي) قدم مباريات كبيرة»، وقال: «إذا نظرنا إلى مباريات الوحدة سنجد أنه خسر أول مباراتين بسبب جزئيات صغيرة، بينما لم يوفق في الحفاظ على تقدمه في المباراة الثالثة أمام الهلال السعودي».
من جهته، قال لاعب المنتخب الوطني والنصر السابق عبدالرحمن محمد، إنه من الواضح أن الأندية الإماراتية ليس لديها الرغبة في المنافسة قارياً في نسخة 2017 من أبطال آسيا، ولم تُعدّ اللاعبين نفسياً بالصورة المطلوبة للمنافسة قارياً، موضحاً: «توقعنا مردوداً جيداً من الأندية الأربعة، بعد التأهل إلى النهائي في آخر نسختين، ولكن النتائج في مرحلة الذهاب جاءت محبطة للغاية، وهناك علامات استفهام على هذه النتائج».
وأردف: «نتائج الجزيرة بصفة خاصة تعد غريبة، إذ إن الخسارة من متذيل لائحة الترتيب في الدوري السعودي، نادي الفتح، نتيجة كارثية، وليست مقبولة على الإطلاق، خصوصاً أنها انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف، مع الرأفة، وكانت قابلة لحدوث نتيجة تاريخية للفريق الذي يتصدر دوري الخليج العربي».
وتابع: «العين يعد الأفضل بفوزه وتعادله خارج أرضه، وتعويضه التعادل في أول مباراة على أرضه، أما الأهلي فكنا ننتظر منه الأفضل، خصوصاً في مباراته الأخيرة أمام التعاون السعودي، بينما الوحدة رغم أنه قدم مباريات جيدة، إلا أن الأرقام تتحدث في النهاية، والحصول على نقطة من جملة تسع نقاط يؤكد أن النتائج غير مُرضية».
وقال: «لا يوجد أي عذر مقبول من الأندية الأربعة، لأن لجنة دوري المحترفين قامت بدورها على أكمل وجه، من خلال توفير الوقت الكافي لخوض المباريات من دون الدخول في ضغط المباريات، وأرى أن جميع عوامل النجاح متاحة أمامهم في التعويض بمرحلة الإياب».