تصاعدت لليوم الثاني على التوالي المعارك الدائرة بين «حزب الله» اللبناني، المدعوم بمدفعية وطيران الجيش السوري من جهة، ومقاتلين من المعارضة السورية، بينهم «جبهة النصرة» من جهة ثانية، في المنطقة الحدودية الواقعة بين بلدة رأس المعرة السورية وعرسال اللبنانية، حيث تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل 7 عناصر من الحزب، وإصابة 31 آخرين بجروح، إضافة إلى مقتل 9 من المعارضة، وإصابة 23 آخرين بجروح. وعزز تنظيم «داعش» سيطرته على أكثر من 95 % من محافظة دير الزور، بعد انسحاب عدد كبير من مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة»، وقيام مقاتلين آخرين بمبايعة التنظيم. في وقت أحصت لجان التنسيق المحلية سقوط 15 قتيلاً بالقصف المدفعي والبراميل المتفجرة لمروحيات النظام، بينهم 4 في حلب، و3 في دمشق وريفها، و3 في إدلب، وقتيلان في درعا، وقتيل في كل من الرقة واللاذقية والقنيطرة.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، «أن قوة من حزب الله بادرت إلى الهجوم ليل السبت - الأحد، وتمكنت من التقدم إلى تلة يوجد فيها مقاتلو المعارضة السورية، إلا أن هؤلاء كمنوا للقوة، وتمكنوا من إيقاع عدد من القتلى في صفوفها قبل وصول تعزيزات للحزب وتصاعد حدة الاشتباكات»، لافتاً في الوقت نفسه إلى تمكن الحزب من أسر 14 مقاتلاً معارضاً، بينهم عناصر من «جبهة النصرة».
وذكر مقاتل من «حزب الله» أصيب في المعركة، رافضاً الكشف عن هويته «أن ثمانية مقاتلين من رفاقه في الحزب قتلوا في المعركة، بينما سقط العشرات بين قتلى وجرحى في صفوف الفريق الآخر. وقال الشاب الجريح الذي نقل مع عدد آخر من الجرحى إلى لبنان لتلقي العلاج: «إن المعركة كانت طاحنة». وقال عبد الرحمن: «إن قوات الحكومة السورية وحزب الله يسيطرون على المنطقة، ولكنهم لا يسيطرون على كل مغارة وكل جبل، وإن هناك الكثير من المناطق التي يمكن أن يختبئ فيها المقاتلون في الجبال».