عاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد زيارة "صهيونية خالصة"، يبدو في الأفق أنها ستوسع من تواجد الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الخليج، التقى خلالها بوزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والإسرائيلي يائير لابيد وكذلك أعضاء اللجنة اليهودية الأمريكية "AJC".
وجرى خلال اللقاء بـ"بلينكن ولابيد" الإعلان عن مجموعتي عمل ثلاثيتين حول ما أسمي "التعايش الديني" و"المياه والطاقة" بين الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل.
وكشف مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز أن الغاية من الزيارة هي عقد اجتماعات لمناقشة الإنجازات التي تحققت منذ توقيع التطبيع. وزعم عبدالله بن زايد خلال الزيارة أن اتفاقيات التطبيع تشجع على تحقيق السلام في المنطقة.
وبعد التوقيع على التطبيع في سبتمبر 2020 سرّعت أبوظبي من عجلة الاتفاقيات بشكل فاق توقعات الإسرائيليين أنفسهم. ويرى مراقبون أن السلطات في أبوظبي -فوق ذلك- أخذت على عاتقها تلميع الاحتلال الإسرائيلي، وتقديمه كشريك إستراتيجي في المنطقة، والعمل لأن تصبح نقطة عبوره إلى منطقة الخليج، حتى أصبحت خاضعة بالكامل لسياسات تل أبيب.
وعلى خلاف ما كان متوقعاً أن يحتفي الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة مرور عام على توقيع التطبيع الذي حصل بموجبه على موطئ نفوذ في الخليج؛ استقبلت أبوظبي في هذه الذكرى خمسة وزراء إسرائيليين، بينهم وزيرة الداخلية المتطرفة "أيليت شاكيد"، وتسلّمت أوراق اعتماد أول سفير لتل أبيب، وألغت التأشيرات مع الاحتلال...
تهديد من أبوظبي
وصرحت وزيرة داخلية الاحتلال المتطرفة "شاكيد" قبل أيام من قلب أبوظبي أنه لن تقوم للدولة الفلسطينية قائمة، مشيرة إلى وجود إجماع بين أحزاب اليمين واليسار والوسط المشاركة في الائتلاف الحاكم على عدم معالجة أي قضية قد تتسبب في حدوث انشقاق داخلي، بما في ذلك حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورأت أن "الوضع الحالي هو الأفضل للجميع".
وبعد أسبوع من حديث شاكيد، قال عبدالله بن زايد إنه سيزور تل أبيب قريباً تلبية لدعوة نظيره لابيد، وإنه يتوق "لأن يرى لقاء يعقد بين القيادات الإسرائيلية والفلسطينية".
وقال الناشط الإماراتي "حُميد النعيمي" إن الإمارات تلجأ للتبريرات الأخلاقية لمواقفها السياسية، مشيراً إلى أن أبوظبي بررت للتطبيع أنه تعزيز لعملية السلام بين الاحتلال وبين الفلسطينيين والعرب في الوقت الذي استمرت إسرائيل بإنشاء المستوطنات.
وأضاف في تصريح لقناة القدس أن أبوظبي "تدعي الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، في حين تسعى على الأرض لتغيير هوية المنطقة بتمكين إسرائيل كلاعب رئيسي وشريك إستراتيجي على الأرض".
ووقعت اتفاقية التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب، المعروفة باسم "اتفاقات إبراهام "، بالبيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020، وسط رفض عربي واسع لهذه الاتفاقية التي أعقبتها عشرات الاتفاقيات المتسارعة في مجالات الأمن والطاقة والصحة والسياحة والاقتصاد...